الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ} [البقرة: 282] يَعْنِي بِذَلِكَ جَلَّ ثناؤُهُ: فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ، فَلْيَكُنْ رَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ عَلَى الشَّهَادَةِ، وَرُفِعَ الرَّجُلُ وَالْمَرْأَتَانِ بِالرَّدِّ عَلَى الْكَوْنِ، وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ: فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَلْيَشْهَدْ رَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ عَلَى ذَلِكَ، وَإِنْ شِئْتَ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ يَشْهَدُونَ عَلَيْهِ؛ وَإِنْ قُلْتَ: فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ -[87]- وَامْرَأَتَانِ كَانَ صَوَابًا كُلُّ ذَلِكَ جَائِزٌ، وَلَوْ كَانَ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ نَصَبًا كَانَ جَائِزًا عَلَى تَأْوِيلِ: فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنٍ، فَاسْتَشْهِدُوا رَجُلًا وَامْرَأَتَيْنِ، وَقَوْلُهُ: {مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ} [البقرة: 282] يَعْنِي مِنَ الْعُدُولِ الْمُرْتَضَى دِينُهُمْ وَصُلَاحُهُمْ