الْقَوْلِ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ: {لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ} [البقرة: 279] يَعْنِي بِقَوْلِهِ: {لَا تَظْلِمُونَ} [البقرة: 272] بِأَخْذِكُمْ رُءُوسِ أَمْوَالِكُمُ الَّتِي كَانَتْ لَكُمْ قَبْلَ الْإِرْبَاءِ عَلَى غُرَمَائِكُمْ مِنْهُمْ دُونَ أَرْبَاحِهَا الَّتِي زِدْتُمُوهَا رِبًا عَلَى مَنْ أَخَذْتُمْ ذَلِكَ مِنْهُ مِنْ غُرَمَائِكُمْ، فَتَأْخُذُوا مِنْهُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ أَخْذُهُ، أَوْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ قَبْلُ {وَلَا تُظْلَمُونَ} [البقرة: 279] يَقُولُ: وَلَا الْغَرِيمُ الَّذِي يُعْطِيكُمْ ذَلِكَ دُونَ الرِّبَا الَّذِي كُنْتُمْ أَلْزَمْتُمُوهُ مِنْ أَجْلِ الزِّيَادَةِ فِي الْأَجَلِ يَبْخَسُكُمْ حَقًّا لَكُمْ عَلَيْهِ فَيَمْنُعُكُمُوهُ؛ لِأَنَّ مَا زَادَ عَلَى رُءُوسِ أَمْوَالِكُمْ، لَمْ يَكُنْ حَقًّا لَكُمْ عَلَيْهِ، فَيَكُونُ بِمَنْعِهِ إِيَّاكُمْ ذَلِكَ ظَالِمًا لَكُمْ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ وَغَيْرُهُ مِنْ أَهْلِ التَّأْوِيلِ