حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: " {حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ} [المسد: 5] قَالَ: «قِلَادَةٌ مِنْ وَدَعٍ» وَأَوْلَى الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ عِنْدِي بِالصَّوَابِ، قَوْلُ مَنْ قَالَ: هُوَ حَبْلٌ جُمِعَ مِنْ أَنْوَاعٍ مُخْتَلِفَةٍ، وَلِذَلِكَ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِهِ عَلَى النَّحْوِ الَّذِي ذَكَرْنَا، وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ مَا قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَوْلُ الرَّاجِزِ:
[البحر الرجز]
وَمَسَدٍ أُمِرَّ مِنْ أَيَانِقِ ... -[726]- صُهْبٍ عِتَاقٍ ذَاتِ مُخٍّ زَاهِقِ
فَجَعَلَ إِمْرَارَهُ مِنْ شَتَّى، وَكَذَلِكَ الْمَسَدُ الَّذِي فِي جِيدِ امْرَأَةِ أَبِي لَهَبٍ، أُمِرَّ مِنْ أَشْيَاءَ شَتَّى، مِنْ لِيفٍ وَحَدِيدٍ وَلِحَاءٍ، وَجُعِلَ فِي عُنُقِهَا طَوْقًا كَالْقِلَادَةِ مِنْ وَدَعٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْأَعْشَى:
[البحر الكامل]
تُمْسِي فَيَصْرِفُ بَابُهَا مِنْ دُونِنَا ... غَلْقًا صَرِيفَ مَحَالَةِ الْأَمْسَادِ
يَعْنِي بِالْأَمْسَادِ: جَمْعُ مَسَدٍ، وَهِيَ الْحِبَالُ