وَقَوْلُهُ: {وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ} [الفيل: 3] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ طَيْرًا مُتَفَرِّقَةً، يَتَّبِعُ بَعْضُهَا بَعْضًا مِنْ نَوَاحٍ شَتَّى؛ وَهِيَ جِمَاعٌ لَا وَاحِدَ لَهَا، مِثْلُ الشَّمَاطِيطِ وَالْعَبَادِيدِ وَنَحْوِ ذَلِكَ. وَزَعَمَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى، أَنَّهُ لَمْ يَرَ أَحَدًا يَجْعَلُ لَهَا وَاحِدًا. -[628]- وَقَالَ الْفَرَّاءُ: لَمْ أَسْمَعْ مِنَ الْعَرَبِ فِي تَوْحِيدِهَا شَيْئًا. قَالَ: وَزَعَمَ {أَبُو جَعْفَرٍ الرُّؤَاسِيُّ، وَكَانَ ثِقَةً} 5، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَّ وَاحِدَهَا: إِبَالَةُ. وَكَانَ الْكِسَائِيُّ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّحْوِيِّينَ يَقُولُونَ: أُبُولٌ، مِثْلُ الْعُجُولِ. قَالَ: وَقَدْ سَمِعْتُ بَعْضَ النَّحْوِيِّينَ يَقُولُ. وَاحِدُهَا: أَبِيلُ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي الْأَبَابِيلِ، قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ