الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ} [الهمزة: 2] {نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ} [الهمزة: 6] يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ بِقَوْلِهِ: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ} [الهمزة: 1] الْوَادِي يَسِيلُ مِنْ صَدِيدِ أَهْلِ النَّارِ وَقَيْحِهِمْ {لِكُلِّ هُمَزَةٍ} [الهمزة: 1] يَقُولُ: لِكُلِّ مُغْتَابٍ لِلنَّاسِ، يَغْتَابُهُمْ وَيَغُضُّهُمْ، كَمَا قَالَ زِيَادٌ الْأَعْجَمُ:
[البحر البسيط]
تُدْلِي بِوُدِّي إِذَا لَاقَيْتَنِي كَذِبًا ... وَإِنْ أُغَيَّبْ فَأَنْتَ الْهَامِزُ اللُّمَزَهْ
وَيَعْنِي بِاللُّمَزَةِ: الَّذِي يَعِيبُ النَّاسَ، وَيَطْعَنُ فِيهِمْ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ