وقوله فأثرن به نقعا يقول تعالى ذكره: فرفعن بالوادي غبارا؛ والنقع: الغبار، ويقال: إنه التراب. والهاء في قوله به كناية اسم الموضع، وكنى عنه، ولم يجر له ذكر، لأنه معلوم أن الغبار لا يثار إلا من موضع، فاستغنى بفهم السامعين بمعناه من ذكره. وبنحو

وَقَوْلُهُ {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا} [العاديات: 4] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فَرَفَعْنَ بِالْوَادِي غُبَارًا؛ وَالنَّقْعُ: الْغُبَارُ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ التُّرَابُ. وَالْهَاءُ فِي قَوْلِهِ بِهِ كِنَايَةُ اسْمِ الْمَوْضِعِ، وَكَنَّى عَنْهُ، وَلَمْ يَجْرِ لَهُ ذِكْرٌ، لِأَنَّهُ مَعْلُومٌ أَنَّ الْغُبَارَ لَا يُثَارُ إِلَّا مِنْ مَوْضِعٍ، فَاسْتَغْنَى بِفَهْمِ السَّامِعِينَ بِمَعْنَاهُ مِنْ ذِكْرِهِ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015