القول في تأويل قوله تعالى: جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه يقول تعالى ذكره: ثواب هؤلاء الذين آمنوا وعملوا الصالحات عند ربهم يوم القيامة جنات عدن يعني بساتين إقامة لا ظعن فيها،

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ} [البينة: 8] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ثَوَابُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ {عِنْدَ رَبِّهِمْ} [البقرة: 62] يَوْمَ الْقِيَامَةِ {جَنَّاتُ عَدْنٍ} [التوبة: 72] يَعْنِي بَسَاتِينَ إِقَامَةٍ لَا ظَعْنَ فِيهَا، {تَجْرِي مِنْ} [البقرة: 25] تَحْتِ أَشْجَارِهَا الْأَنْهَارُ يَقُولُ: {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} [النساء: 57] يقول: مَاكِثِينَ فِيهَا أَبَدًا، لَا يَخْرُجُونَ عَنْهَا، وَلَا يَمُوتُونَ فِيهَا {رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ} [المائدة: 119] بِمَا أَطَاعُوهُ فِي الدُّنْيَا، وَعَمِلُوا لِخَلَاصِهِمْ -[557]- مِنْ عِقَابِهِ فِي ذَلِكَ {وَرَضُوا عَنْهُ} [المائدة: 119] بِمَا أَعْطَاهُمْ مِنَ الثَّوَابِ يَوْمَئِذٍ، عَلَى طَاعَتِهِمْ رَبَّهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَجَزَاهُمْ عَلَيْهَا مِنَ الْكَرَامَةِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015