وقوله: إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى يقول: إن الإنسان ليتجاوز حده، ويستكبر على ربه، فيكفر به، لأن رأى نفسه استغنت. وقيل: أن رآه استغنى لحاجة رأى إلى اسم وخبر، وكذلك تفعل العرب في كل فعل اقتضى الاسم والفعل، إذا أوقعه المخبر عن نفسه على نفسه،

وَقَوْلُهُ: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [العلق: 7] يَقُولُ: إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَتَجَاوَزُ حَدَّهُ، وَيَسْتَكْبِرُ عَلَى رَبِّهِ، فَيَكْفُرُ بِهِ، لِأَنْ رَأَى نَفْسَهُ اسْتَغْنَتْ. وَقِيلَ: أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى لِحَاجَةِ رَأَى إِلَى اسْمٍ وَخَبَرٍ، وَكَذَلِكَ تَفْعَلُ الْعَرَبُ فِي كُلِّ فِعْلٍ اقْتَضَى الِاسْمَ وَالْفِعْلَ، إِذَا أَوْقَعَهُ الْمُخْبِرُ عَنْ نَفْسِهِ عَلَى نَفْسِهِ، مُكَنِّيًا -[533]- عَنْهَا فَيَقُولُ: مَتَى تَرَاكَ خَارِجًا؟ وَمَتَى تَحْسِبُكَ سَائِرًا؟ فَإِذَا كَانَ الْفِعْلُ لَا يَقْتَضِي إِلَّا مَنْصُوبًا وَاحِدًا، جَعَلُوا مَوْضِعَ الْمُكَنَّى نَفْسَهُ، فَقَالُوا: قَتَلْتَ نَفْسَكَ، وَلَمْ يَقُولُوا: قَتَلْتَكَ وَلَا قَتَلْتَهُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015