الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى} [الضحى: 2] أَقْسَمَ رَبُّنَا جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِالضُّحَى، وَهُوَ النَّهَارُ كُلُّهُ، وَأَحْسِبُ أَنَّهُ مِنْ قَوْلِهِمْ: ضَحِيَ فُلَانٌ لِلشَّمْسِ: إِذَا ظَهَرَ مِنْهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: {وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى} [طه: 119] أَيْ لَا يُصِيبُكُ فِيهَا الشَّمْسُ، وَقَدْ ذَكَرْتُ اخْتِلَافَ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي مَعْنَاهُ، فِي قَوْلِهِ: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} [الشمس: 1] مَعَ ذِكْرِي اخْتِيَارَنَا فِيهِ. وَقِيلَ: عُنِيَ بِهِ وَقْتُ الضُّحَى