وَقَوْلُهُ: {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} [الليل: 3] يَحْتَمِلُ الْوَجْهَيْنِ اللَّذَيْنِ وَصَفْتُ فِي قَوْلِهِ: {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا} [الشمس: 6] وَهُوَ أَنْ يَجْعَلَ مَا بِمَعْنَى مِنْ، فَيَكُونَ ذَلِكَ قَسَمًا مِنَ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِخَالِقِ الذَّكَرَ -[456]- وَالْأُنْثَى، وَهُوَ ذَلِكَ الْخَالِقُ، وَأَنْ تَجْعَلَ مَا مَعَ مَا بَعْدَهَا بِمَعْنَى الْمَصْدَرِ، وَيَكُونَ قَسَمًا بِخَلْقِهِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى وَقَدْ ذُكِرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ: أَنَّهُمَا كَانَا يَقْرَآنِ ذَلِكَ (وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى) وَيَأْثُرُهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ذِكْرُ الْخَبَرِ بِذَلِكَ