وقوله: وقد خاب من دساها يقول تعالى ذكره: وقد خاب في طلبته، فلم يدرك ما طلب والتمس لنفسه من الصلاح من دساها يعني: من دسس الله نفسه فأحملها، ووضع منها، بخذلانه إياها عن الهدى حتى ركب المعاصي، وترك طاعة الله. وقيل: دساها وهي دسسها، فقلبت إحدى

وَقَوْلُهُ: {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس: 10] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَقَدْ خَابَ فِي طِلْبَتِهِ، فَلَمْ يُدْرِكْ مَا طَلَبَ وَالْتَمَسَ لِنَفْسِهِ مِنَ الصَّلَاحِ {مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس: 10] يَعْنِي: مَنْ دَسَّسَ اللَّهُ نَفْسَهُ فَأَحْمَلَهَا، وَوَضَعَ مِنْهَا، بِخُذْلَانِهِ إِيَّاهَا عَنِ الْهُدَى حَتَّى رَكِبَ الْمَعَاصِي، وَتَرَكَ طَاعَةَ اللَّهِ. وَقِيلَ: دَسَّاهَا وَهِيَ دَسَّسَهَا، فَقُلِبَتْ إِحْدَى سِينَاتِهَا يَاءً، كَمَا قَالَ الْعَجَّاجُ:

[البحر الرجز]

-[445]- تَقَضِّيَ الْبَازِي إِذَا الْبَازِي كَسَرْ

يُرِيدُ: تَقَضُّضَ. وَتَظَنَّيْتُ هَذَا الْأَمْرَ، بِمَعْنَى: تَظَنَّنْتُ، وَالْعَرَبُ تَفْعَلُ ذَلِكَ كَثِيرًا، فَتُبْدِلُ فِي الْحَرْفِ الْمُشَدَّدِ بَعْضَ حُرُوفِهِ، يَاءً أَحْيَانًا، وَوَاوًا أَحْيَانًا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْآخَرِ:

[البحر الرجز]

يَذْهَبُ بِي فِي الشِّعْرِ كُلَّ فَنِّ ... حَتَّى يَرُدَّ عَنِّيَ التَّظَنِّي

يُرِيدُ: التَّظَنُّنَ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ