القول في تأويل قوله تعالى: ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة أولئك أصحاب الميمنة والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشأمة عليهم نار مؤصدة يقول تعالى ذكره: ثم كان هذا الذي قال: أهلكت مالا لبدا من الذين آمنوا بالله ورسوله، فيؤمن معهم

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ} [البلد: 18] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ثُمَّ كَانَ هَذَا الَّذِي قَالَ: {أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا} [البلد: 6] مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، فَيُؤْمِنُ مَعَهُمْ كَمَا آمَنُوا، {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} ، يَقُولُ: وَمِمَّنْ أَوْصَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِالصَّبِرِ عَلَى مَا نَابَهُمْ فِي ذَاتِ اللَّهِ {وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} يَقُولُ: وَأَوْصَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِالْمَرْحَمَةِ، كَمَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015