وقوله: وثمود الذين جابوا الصخر بالواد يقول: وبثمود الذي خرقوا الصخر ودخلوه، فاتخذوه بيوتا، كما قال جل ثناؤه وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين والعرب تقول: جاب فلان الفلاة يجوبها جوبا: إذا دخلها وقطعها؛ ومنه قول نابغة: أتاك أبو ليلى يجوب به

وَقَوْلُهُ: {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ} يَقُولُ: وَبِثَمُودَ الَّذِي خَرَقُوا الصَّخْرَ وَدَخَلُوهُ، فَاتَّخَذُوهُ بُيُوتًا، كَمَا قَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ {وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنَيْنَ} [الحجر: 82] وَالْعَرَبُ تَقُولُ: جَابَ فُلَانٌ الْفَلَاةَ يَجُوبُهَا جَوْبًا: إِذَا دَخَلَهَا وَقَطَعَهَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ نَابِغَةَ:

[البحر الطويل]

-[369]- أَتَاكَ أَبُو لَيْلَى يَجُوبُ بِهِ الدُّجَى ... دُجَى اللَّيْلِ جَوَّابُ الْفَلَاةِ عَمِيمُ

يَعْنِي بِقَوْلِهِ: يَجُوبُ: يَدْخُلُ وَيَقْطَعُ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015