وقوله: هل في ذلك قسم لذي حجر يقول تعالى ذكره: هل فيما أقسمت به من هذه الأمور مقنع لذي حجر. وإنما عني بذلك: إن في هذا القسم مكتفى لمن عقل عن ربه، مما هو أغلظ منه في الأقسام. فأما معنى قوله: لذي حجر فإنه لذي حجى وذي عقل؛ يقال للرجل إذا كان مالكا

وَقَوْلُهُ: {هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ} [الفجر: 5] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: هَلْ فِيمَا أَقْسَمْتُ بِهِ مِنْ هَذِهِ الْأُمُورِ مَقْنَعٌ لِذِي حِجْرٍ. وَإِنَّمَا عُنِيَ بِذَلِكَ: إِنَّ فِي هَذَا الْقَسَمِ مُكْتَفًى لِمَنْ عَقَلَ عَنْ رَبِّهِ، مِمَّا هُوَ أَغْلَظُ مِنْهُ فِي الْأَقْسَامِ. فَأَمَّا مَعْنَى قَوْلِهِ: {لِذِي حِجْرٍ} [الفجر: 5] فَإِنَّهُ لِذِي حِجًى وَذِي عَقْلٍ؛ يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا كَانَ مَالِكًا نَفْسَهُ قَاهِرًا لَهَا ضَابِطًا: إِنَّهُ لَذُو حِجْرٍ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: حَجَرَ الْحَاكِمُ عَلَى فُلَانٍ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015