وَقَوْلُهُ: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ} [الطارق: 5] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ الْمُكَذِّبُ بِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَمَاتِ، الْمُنْكَرُ قُدْرَةَ اللَّهِ عَلَى إِحْيَائِهِ بَعْدَ مَمَاتِهِ {مِمَّ خُلِقَ} [الطارق: 5] يَقُولُ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ رَبُّهُ؟ ثُمَّ أَخْبَرَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَمَّا خَلَقَهُ مِنْهُ، فَقَالَ: {خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ} [الطارق: 6] يَعْنِي: مِنْ مَاءٍ مَدْفُوقٍ، وَهُوَ مِمَّا أَخْرَجَتْهُ الْعَرَبُ بِلَفْظِ فَاعِلٍ، وَهُوَ بِمَعْنَى الْمَفْعُولِ، وَيُقَالُ: إِنَّ أَكْثَرَ مَنْ يَسْتَعْمِلُ ذَلِكَ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ، سُكَّانُ الْحِجَازِ إِذَا كَانَ فِي مَذْهَبِ النَّعْتِ، كَقَوْلِهِمْ: هَذَا سِرٌّ كَاتِمٌ، وَهَمٌّ نَاصِبٌ، وَنَحْوِ ذَلِكَ