وقوله: في لوح محفوظ يقول تعالى ذكره: هو قرآن كريم، مثبت في لوح محفوظ. واختلفت القراء في قراءة قوله: محفوظ فقرأ ذلك من قرأه من أهل الحجاز، أبو جعفر القارئ، وابن كثير. ومن قرأه من قراء الكوفة عاصم والأعمش وحمزة والكسائي، ومن البصريين أبو عمرو

وَقَوْلُهُ: {فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} [البروج: 22] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: هُوَ قُرْآنٌ كَرِيمٌ، مُثْبَتٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ. وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ قَوْلِهِ: {مَحْفُوظٍ} [البروج: 22] فَقَرَأَ ذَلِكَ مَنْ قَرَأَهُ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ، أَبُو جَعْفَرٍ الْقَارِئُ، وَابْنُ كَثِيرٍ. وَمَنْ قَرَأَهُ مِنْ قُرَّاءِ الْكُوفَةِ عَاصِمٌ وَالْأَعْمَشُ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، وَمِنَ الْبَصْرِيِّينَ أَبُو عَمْرٍو {مَحْفُوظٍ} [البروج: 22] خَفْضًا عَلَى مَعْنَى أَنَّ اللَّوْحَ هُوَ الْمَنْعُوتُ بِالْحِفْظِ. وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ كَانَ التَّأْوِيلُ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ مِنَ الزِّيَادَةِ فِيهِ، وَالنُّقْصَانِ مِنْهُ، عَمَّا أَثْبَتَهُ اللَّهُ فِيهِ. وَقَرَأَ ذَلِكَ مِنَ الْمَكِّيِّينَ ابْنُ مُحَيْصِنٍ، وَمِنَ الْمَدَنِيِّينَ نَافِعٌ (مَحْفُوظٌ) رَفْعًا، رَدًّا عَلَى الْقُرْآنِ، عَلَى أَنَّهُ مِنْ نَعَتِهِ وَصِفَتِهِ. وَكَانَ مَعْنَى ذَلِكَ عَلَى قِرَاءَتِهِمَا: بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ، مَحْفُوظٌ مِنَ التَّغْيِيرِ وَالتَّبْدِيلِ فِي لَوْحٍ. وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا: أَنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ فِي قَرَأَةِ الْأَمْصَارِ،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015