قوله: أو يذكر فتنفعه الذكرى يقول: أو يتذكر فتنفعه الذكرى: يعني يعتبر فينفعه الاعتبار والاتعاظ، والقراءة على رفع: فتنفعه عطفا به على قوله: يذكر وقد روي عن عاصم النصب فيه والرفع، والنصب على أن تجعله جوابا بالفاء للعل، كما قال الشاعر: على صروف

قَوْلُهُ: {أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعُهُ الذِّكْرَى} [عبس: 4] يَقُولُ: أَوْ يَتَذَكَّرُ فَتَنْفَعُهُ الذِّكْرَى: يَعْنِي يَعْتَبِرُ فَيَنْفَعُهُ الِاعْتِبَارُ وِالِاتِّعَاظُ، وَالْقِرَاءَةُ عَلَى رَفْعِ: فَتَنْفَعُهُ عَطْفًا بِهِ عَلَى قَوْلِهِ: {يَذَّكَّرُ} [البقرة: 114] وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَاصِمٍ النَّصَبُ فِيهِ وَالرَّفْعُ، وَالنَّصْبُ عَلَى أَنْ تَجْعَلَهُ جَوَابًا بِالْفَاءِ لِلَعَلَّ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ:

[البحر الرجز]

عَلَّ صُرُوفِ الدَّهْرِ أَوْ دُولَاتِهَا ... يُدِلْنَنَا اللَّمَّةَ مِنْ لَمَّاتِهَا

فَتَسْتَرِيحَ النَّفْسُ مِنْ زَفَرَاتَهَا ... وَتُنْقَعَ الْغَلَّةُ مِنْ غَلَّاتِهَا

«وَتُنْقَعُ» يُرْوَى بِالرَّفْعِ وَالنَّصْبِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015