الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى} يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ أَتَاكَ يَا مُحَمَّدُ حَدِيثُ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ، وَهَلْ سَمِعْتَ خَبَرَهُ حِينَ نَاجَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ، يَعْنِي بِالْمُقَدَّسِ: الْمُطَهَّرَ الْمُبَارَكَ وَقَدْ ذَكَرْنَا أَقْوَالَ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي ذَلِكَ فِيمَا مَضَى، فَأَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهِ -[79]- فِي هَذَا الْمَوْضِعِ وَكَذَلِكَ بَيَّنَّا مَعْنَى قَوْلِهِ: {طُوًى} [طه: 12] وَمَا قَالَ فِيهِ أَهْلُ الْتَأْوِيلِ، غَيْرَ أَنَّا نَذْكُرُ بَعْضُ ذَلِكَ هَاهُنَا وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْتَأْوِيلِ فِي قَوْلِهِ: {طُوًى} [طه: 12] فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ اسْمُ الْوَادِي