وقوله: فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا يقول: فمن شاء من عباده اتخذ بالتصديق بهذا اليوم الحق، والاستعداد له، والعمل بما فيه النجاة له من أهواله مآبا يعني: مرجعا؛ وهو مفعل، من قولهم: آب فلان من سفره، كما قال عبيد: وكل ذي غيبة يؤوب وغائب الموت لا يؤوب

وَقَوْلُهُ: {فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا} [النبأ: 39] يَقُولُ: فَمَنْ شَاءَ مِنْ عِبَادِهِ اتَّخَذَ -[53]- بِالتَّصْدِيقِ بِهَذَا الْيَوْمِ الْحَقِّ، وَالِاسْتِعْدَادِ لَهُ، وَالْعَمَلِ بِمَا فِيهِ النَّجَاةَ لَهُ مِنْ أَهْوَالِهِ {مَآبًا} [النبأ: 22] يَعْنِي: مَرْجِعًا؛ وَهُوَ مَفْعَلٌ، مِنْ قَوْلِهِمْ: آبَ فُلَانٌ مِنْ سَفَرِهِ، كَمَا قَالَ عَبِيدٌ:

[البحر البسيط]

وَكُلُّ ذِي غَيْبَةٍ يَؤُوبُ ... وَغَائِبُ الْمَوْتِ لَا يَؤُوبُ

وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ الْتَأْوِيلِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015