الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا رَبِّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} يَعْنِي بِقَوْلِهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً} [النبأ: 36] أَعْطَى اللَّهُ هَؤُلَاءِ الْمُتَّقِينَ مَا وَصَفَ فِي هَذِهِ الْآيَاتِ ثَوَابًا مِنْ رَبِّكَ بِأَعْمَالِهِمْ، عَلَى طَاعَتِهِمْ إِيَّاهُ فِي الدُّنْيَا. وَقَوْلُهُ: {عَطَاءً} [هود: 108] يَقُولُ: تَفَضُّلًا مِنَ اللَّهِ عَلَيْهِمْ بِذَلِكَ الْجَزَاءِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ -[44]- جَزَاهُمْ بِالْوَاحِدِ عَشْرًا فِي بَعْضٍ، وَفِي بَعْضٍ بِالْوَاحِدِ سَبْعَمِائَةٍ، فَهَذِهِ الزِّيَادَةُ وَإِنْ كَانَتْ جَزَاءً فَعَطَاءٌ مِنَ اللَّهِ