وَقَوْلُهُ: {حَدَائِقَ} [النمل: 60] وَالْحَدَائِقُ: تَرْجَمَةٌ وَبَيَانٌ عَنِ الْمَفَازِ، وَجَازَ أَنْ يُتَرْجَمَ بِهَا عَنْهُ، لِأَنَّ الْمَفَازَ مَصْدَرٌ مِنْ قَوْلِ الْقَائِلِ: فَازَ فُلَانٌ بِهَذَا الشَّيْءِ: إِذَا طَلَبَهُ فَظَفِرَ بِهِ، فَكَأَنَّهُ قِيلَ: إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ ظَفَرًا بِمَا طَلَبُوا مِنْ حَدَائِقَ وَأَعْنَابٍ؛ وَالْحَدَائِقُ: جَمْعُ حَدِيقَةٍ. وَهِيَ الْبَسَاتِينُ مِنَ النَّخْلِ وَالْأَعْنَابِ وَالْأَشْجَارِ الْمَحُوطِ عَلَيْهَا الْحِيطَانُ الْمُحْدِقَةُ بِهَا، لِإِحْدَاقِ الْحِيطَانِ بِهَا تُسَمَّى الْحَدِيقَةَ، فَإِنْ لَمْ تَكُنِ الْحِيطَانُ بِهَا مُحْدِقَةً، لَمْ يُقَلْ لَهَا حَدِيقَةٌ، وَإِحْدَاقُهَا بِهَا: اشْتِمَالُهَا عَلَيْهَا