حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: {وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا} [النبأ: 16] قَالَ: هِيَ الْمُلْتَفَّةُ، بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعَرَبِيَّةِ فِي وَاحِدِ الْأَلْفَافِ، فَكَانَ بَعْضُ نَحْوِيِّي الْبَصْرَةِ يَقُولُ: وَاحِدُهَا: لَفٌّ. وَقَالَ بَعْضُ نَحْوِيِّي الْكُوفَةِ: وَاحِدُهَا: لَفٌّ وَلَفِيفٌ؛ قَالَ: وَإِنْ شِئْتَ كَانَ الْأَلْفَافُ جَمْعًا، وَاحِدُهُ جَمْعٌ أَيْضًا، فَتَقُولُ: جَنَّةٌ لَفَّاءُ، وَجَنَّاتٌ لَفٌّ، ثُمَّ يُجْمَعُ -[18]- اللَّفُّ أَلْفَافًا وَقَالَ آخَرُ مِنْهُمْ: لَمْ نَسْمَعْ شَجَرَةٌ لَفَّةٌ، وَلَكِنْ وَاحِدُهَا لَفَّاءُ، وَجَمْعُهَا لَفٌّ، وَجَمْعُ لَفٍّ: أَلْفَافٌ، فَهُوَ جَمْعُ الْجَمْعِ وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ أَنَّ الْأَلْفَافَ جَمْعُ لَفٍّ أَوْ لَفِيفٍ، وَذَلِكَ أَنَّ أَهْلَ الْتَأْوِيلِ مُجْمِعُونَ عَلَى أَنَّ مَعْنَاهُ: مُلْتَفَّةً، وَاللَّفَّاءُ: هِيَ الْغَلِيظَةُ، وَلَيْسَ الِالْتِفَافُ مِنَ الْغِلَظِ فِي شَيْءٍ، إِلَّا أَنْ يُوَجَّهَ إِلَى أَنَّهُ غِلَظُ الِالْتِفَافِ، فَيَكُونَ ذَلِكَ حِينَئِذٍ وَجْهًا