القول في تأويل قوله تعالى: وبنينا فوقكم سبعا شدادا وجعلنا سراجا وهاجا وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا يقول تعالى ذكره: وبنينا فوقكم وسقفنا فوقكم، فجعل السقف بناء، إذ كانت العرب تسمي سقوف البيوت، وهي سماؤها بناء، وكانت السماء للأرض سقفا، فخاطبهم

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا} [النبأ: 13] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: {وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ} [النبأ: 12] وَسَقَّفْنَا فَوْقَكُمْ، فَجَعَلَ السَّقْفَ بِنَاءً، إِذْ كَانَتِ الْعَرَبُ تُسَمِّي سُقُوفَ الْبُيُوتِ، وَهِيَ سَمَاؤُهَا بِنَاءً، وَكَانَتِ السَّمَاءُ لِلْأَرْضِ سَقْفًا، فَخَاطَبَهُمْ بِلِسَانِهِمْ، إِذْ كَانَ التَّنْزِيلُ بِلِسَانِهِمْ، وَقَالَ: {سَبْعًا شِدَادًا} [النبأ: 12] إِذْ كَانَتْ وِثَاقًا مُحْكَمَةَ الْخَلْقِ، لَا صَدُوعَ فِيهِنَّ وَلَا فُطُورَ، وَلَا يُبْلِيهِنَّ مَرَّ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015