وجعلنا الليل لباسا يقول تعالى ذكره: وجعلنا الليل لكم غشاء يتغشاكم سواده، وتغطيكم ظلمته، كما يغطي الثوب لابسه، لتسكنوا فيه عن التصرف لما كنتم تتصرفون له نهارا؛ ومنه قول الشاعر: فلما لبسن الليل أو حين نصبت له من خذا آذانها وهو دالح يعني بقوله لبسن

{وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا} [النبأ: 10] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لَكُمْ غِشَاءً يَتَغَشَّاكُمْ سَوَادُهُ، وَتُغَطِّيكُمْ ظُلْمَتُهُ، كَمَا يُغَطِّي الثَّوْبُ لَابِسَهُ، لِتَسْكُنُوا فِيهِ عَنِ التَّصَرُّفِ لِمَا كُنْتُمْ تَتَصَرَّفُونَ لَهُ نَهَارًا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:

[البحر الطويل]

فَلَمَّا لَبِسْنَ اللَّيْلَ أَوْ حِينَ نَصَّبَتْ ... لَهُ مِنْ خَذَا آذَانِهَا وَهُوَ دَالِحُ

يَعْنِي بِقَوْلِهِ لَبِسْنَ اللَّيْلَ: أُدْخِلْنَ فِي سَوَادِهِ فَاسْتَتَرْنَ بِهِ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ الْتَأْوِيلِ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015