القول في تأويل قوله تعالى: إن المتقين في ظلال وعيون وفواكه مما يشتهون كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون إنا كذلك نجزي المحسنين ويل يومئذ للمكذبين يقول تعالى ذكره: إن الذين اتقوا عقاب الله بأداء فرائضه في الدنيا، واجتناب معاصيه في ظلال ظليلة، وكن

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنينَ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} [المرسلات: 42] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا عِقَابَ اللَّهِ بِأَدَاءِ فَرَائِضِهِ فِي الدُّنْيَا، وَاجْتِنَابِ مَعَاصِيهِ {فِي ظِلَالٍ} [يس: 56] ظَلِيلَةٍ، وَكُنٍّ كَنِينٍ، لَا يُصِيبُهُمْ أَذَى حَرٍّ وَلَا قُرٍّ، إِذْ كَانَ الْكَافِرُونَ بِاللَّهِ فِي ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ {وَعُيُونٍ} [الحجر: 45] أَنْهَارٌ تَجْرِي خِلَالَ أَشْجَارِ جَنَّاتِهِمْ. {وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ} [المرسلات: 42] يَأْكُلُونَ مِنْهَا كُلَّمَا اشْتَهَوْا لَا يَخَافُونَ ضُرِّهَا، وَلَا عَاقِبَةَ مَكْرُوهِهَا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015