القول في تأويل قوله تعالى ألم نهلك الأولين ثم نتبعهم الآخرين كذلك نفعل بالمجرمين ويل يومئذ للمكذبين يقول تعالى ذكره: ألم نهلك الأمم الماضين الذين كذبوا رسلي، وجحدوا آياتي من قوم نوح وعاد وثمود. ثم نتبعهم الآخرين بعدهم، ممن سلك سبيلهم في الكفر بي

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى {أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} [المرسلات: 17] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: أَلَمْ نُهْلِكِ الْأُمَمَ الْمَاضِينَ الَّذِينَ كَذَبُوا رُسُلِي، وَجَحَدُوا آيَاتِي مِنْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ. {ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ} [المرسلات: 17] بَعْدَهُمْ، مِمَّنْ سَلَكَ سَبِيلَهُمْ فِي الْكُفْرِ بِي وَبِرَسُولِي، كَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمِ لُوطٍ، وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ، فَنُهْلِكُهُمْ كَمَا أَهْلَكْنَا الْأَوَّلِينَ قَبْلَهُمْ. {كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ} [الصافات: 34] يَقُولُ: كَمَا أَهْلَكْنَا هَؤُلَاءِ بِكُفْرِهِمْ بِي، وَتَكْذِيبِهِمْ بِرُسُلِي، كَذَلِكَ سُنَّتِي فِي أَمْثَالِهِمْ مِنَ الْأُمَمِ الْكَافِرَةِ، فَنُهْلِكُ الْمُجْرِمِينَ بِإِجْرَامِهِمْ إِذَا طَغَوْا وَبَغَوْا. {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} [المرسلات: 15] بِأَخْبَارِ اللَّهِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ، الْجَاحِدِينَ قُدْرَتَهُ عَلَى مَا يَشَاءُ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015