وقوله: إن هؤلاء يحبون العاجلة يقول تعالى ذكره: إن هؤلاء المشركين بالله يحبون العاجلة، يعني الدنيا، يقول: يحبون البقاء فيها وتعجبهم زينتها. ويذرون وراءهم يوما ثقيلا يقول: ويدعون خلف ظهورهم العمل للآخرة، وما لهم فيه النجاة من عذاب الله يومئذ؛ وقد

وَقَوْلُهُ: {إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ} [الإنسان: 27] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: إِنَّ هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ بِاللَّهِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ، يَعْنِي الدُّنْيَا، يَقُولُ: يُحِبُّونَ الْبَقَاءَ فِيهَا وَتُعْجِبُهُمْ زِينَتُهَا. {وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا} [الإنسان: 27] يَقُولُ: وَيَدَعُونَ خَلْفَ ظُهُورِهِمُ الْعَمَلَ -[575]- لِلْآخِرَةِ، وَمَا لَهُمْ فِيهِ النَّجَاةُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ؛ وَقَدْ تَأَوَّلَهُ بَعْضُهُمْ بِمَعْنَى: وَيَذَرُونَ أَمَامَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا؛ وَلَيْسَ ذَلِكَ قَوْلًا مَدْفُوعًا، غَيْرَ أَنَّ الَّذِيَ قُلْنَاهُ أَشْبَهُ بِمَعْنَى الْكَلِمَةِ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015