حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، قَالَ: ثنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: هِيَ الْعُرُوقُ الَّتِي تَكُونُ فِي النُّطْفَةِ وَأَشْبَهُ هَذِهِ الْأَقْوَالِ بِالصَّوَابِ قَوْلُ مَنْ قَالَ: مَعْنَى ذَلِكَ {مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ} [الإنسان: 2] نُطْفَةُ الرَّجُلِ وَنُطْفَةُ الْمَرْأَةِ، لِأَنَّ اللَّهَ وَصَفَ النُّطْفَةَ بِأَنَّهَا أَمْشَاجٌ، -[536]- وَهِيَ إِذَا انْتَقَلَتْ فَصَارَتْ عَلَقَةً، فَقَدِ اسْتَحَالَتْ عَنْ مَعْنَى النُّطْفَةِ فَكَيْفَ تَكُونُ نُطْفَةً أَمْشَاجًا وَهِيَ عَلَقَةٌ؟ وَأَمَّا الَّذِينَ قَالُوا: إِنَّ نُطْفَةَ الرَّجُلِ بَيْضَاءُ وَحَمْرَاءُ، فَإِنَّ الْمَعْرُوفَ مِنْ نُطْفَةِ الرَّجُلِ أَنَّهَا سَحْرَاءُ عَلَى لَوْنٍ وَاحِدٍ، وَهِيَ بَيْضَاءُ تَضْرِبُ إِلَى الْحُمْرَةِ، وَإِذَا كَانَتْ لَوْنًا وَاحِدًا لَمْ تَكُنْ أَلْوَانًا مُخْتَلِفَةً، وَأَحْسِبُ أَنَّ الَّذِينَ قَالُوا: هِيَ الْعُرُوقُ الَّتِي فِي النُّطْفَةِ قَصَدُوا هَذَا الْمَعْنَى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015