ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} [القيامة: 18] يَقُولُ: اعْمَلْ بِهِ. وَأَوْلَى هَذِهِ الْأَقْوَالِ بِالصَّوَابِ فِي ذَلِكَ قَوْلُ مَنْ قَالَ: فَإِذَا تُلِيَ عَلَيْكَ فَاعْمَلْ بِهِ مِنَ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَاتَّبِعْ مَا أُمِرْتَ بِهِ فِيهِ، لِأَنَّهُ قِيلَ لَهُ: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ} [القيامة: 17] فِي صَدْرِكَ {وَقُرْآنَهُ} [القيامة: 17] وَدَلَّلْنَا عَلَى أَنَّ مَعْنَى قَوْلِهِ: {وَقُرْآنَهُ} [القيامة: 17] وَقِرَاءَتَهُ، فَقَدْ بَيَّنَ ذَلِكَ عَنْ مَعْنَى قَوْلِهِ: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [القيامة: 19]-[504]- يقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَ مَا فِيهِ مِنْ حَلَالِهِ وَحَرَامِهِ وَأَحْكَامِهِ لَكَ مُفَصَّلَةً. وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي مَعْنَى ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَحْو الَّذِي قُلْنَا فِيهِ