القول في تأويل قوله تعالى: ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره يقول تعالى ذكره: يخبر الإنسان يومئذ، يعني يوم يجمع الشمس والقمر فيكوران بما قدم وأخر. واختلف أهل التأويل في تأويل قوله: بما قدم وأخر فقال بعضهم:

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} [القيامة: 14] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: يُخْبَرُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ، يَعْنِي يَوْمَ يُجْمَعُ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ فَيُكَوَّرَانِ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ. وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ: {بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ} [القيامة: 13] فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَى ذَلِكَ: بِمَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلِ خَيْرٍ، أَوْ شَرٍّ أَمَامَهُ، مِمَّا عَمِلَهُ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ مَمَاتِهِ، وَمَا أَخَّرَ بَعْدَ -[489]- مَمَاتِهِ مِنْ سَيِّئَةٍ وَحَسَنَةٍ، أَوْ سَيِّئَةٍ يَعْمَلُ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015