وَقَوْلُهُ: {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرِ} [القيامة: 9] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَجُمِعَ بَيْنَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ فِي ذَهَابِ الضَّوْءَ، فَلَا ضَوْءَ لِوَاحِدٍ مِنْهُمَا؛ وَهِيَ فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ فِيمَا ذُكِرَ لِي: «وَجُمِعَ بَيْنَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ» وَقِيلَ: إِنَّهُمَا يُجْمَعَانِ ثُمَّ يُكَوَّرَانِ، كَمَا قَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} [التكوير: 1] وَإِنَّمَا قِيلَ: {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} [القيامة: 9] لَمَّا ذَكَرْتُ مِنْ أَنَّ مَعْنَاهُ جُمِعَ بَيْنَهُمَا. وَكَانَ بَعْضُ نَحْوِيِّ الْكُوفَةِ يَقُولُ: إِنَّمَا قِيلَ: وَجُمِعَ عَلَى مَذْهَبٍ وَجُمِعَ النُّورَانِ، كَأَنَّهُ قِيلَ: وَجُمِعَ الضِّيَاءَانِ، وَهَذَا قَوْلُ الْكِسَائِيِّ. -[482]- وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.