ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ سَمِعْتُ أَبَا هِشَامٍ الرِّفَاعِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ، يَقُولُ: قَوْلُهُ: {لَا أُقْسِمُ} [القيامة: 1] تَوْكِيدٌ لِلْقَسَمِ كَقَوْلِهِ: لَا وَاللَّهِ وَقَالَ بَعْضُ نَحْوِيِّي الْكُوفَةِ، لَا رَدَّ لِكَلَامٍ قَدْ مَضَى مِنْ كَلَامِ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ كَانُوا يُنْكِرُونَ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، ثُمَّ ابْتُدِئُ الْقَسَمُ، فَقِيلَ: أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَكَانَ يَقُولُ: كُلُّ يَمِينٍ قَبْلَهَا رَدٌّ لِكَلَامٍ، فَلَا بُدَّ مِنْ تَقْدِيمِ لَا قَبْلَهَا، لَيُفَرَّقَ بِذَلِكَ بَيْنَ الْيَمِينِ الَّتِي تَكُونُ جَحْدًا، وَالْيَمِينِ الَّتِي تَسْتَأْنِفُ، وَيَقُولُ: أَلَا تَرَى أَنَّكَ تَقُولُ مُبْتَدِئًا: وَاللَّهِ إِنَّ الرَّسُولَ لَحَقٌّ؛ وَإِذَا قُلْتَ: لَا وَاللَّهِ إِنَّ الرَّسُولَ لَحَقٌّ فَكَأَنَّكَ أَكْذَبْتَ قَوْمًا أَنْكَرُوهُ. -[467]- وَاخْتَلَفُوا أَيْضًا فِي ذَلِكَ، هَلْ هُوَ قَسَمٌ أَمْ لَا؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ قَسَمٌ أَقْسَمَ رَبُّنَا بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَبِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015