القول في تأويل قوله تعالى: لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه بلى قادرين على أن نسوي بنانه اختلفت القراء في قراءة قوله: لا أقسم بيوم القيامة فقرأت ذلك عامة قراء الأمصار: لا أقسم لا مفصولة من أقسم، سوى الحسن

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ} [القيامة: 2] اخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ قَوْلِهِ: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} [القيامة: 1] فَقَرَأَتْ ذَلِكَ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْأَمْصَارِ: {لَا أُقْسِمُ} [القيامة: 1] لَا مَفْصُولَةٌ مِنْ أُقْسِمُ، سِوَى الْحَسَنِ وَالْأَعْرَجِ، فَإِنَّهُ ذُكِرَ عَنْهُمَا أَنَّهُمَا كَانَا يَقْرَآنِ ذَلِكَ: {لَأُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} بِمَعْنَى: أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ أُدْخِلَتْ عَلَيْهَا لَامُ الْقَسَمِ. وَالْقِرَاءَةُ الَّتِي لَا أَسْتَجِيزُ غَيْرَهَا فِي هَذَا الْمَوْضِعِ لَا مَفْصُولَةٌ، أُقْسِمُ مُبْتَدَأةٌ عَلَى مَا عَلَيْهِ قُرَّاءُ الْأَمْصَارِ، لِإِجْمَاعِ الْحُجَّةِ مِنَ الْقُرَّاءِ عَلَيْهِ. وَقَدِ اخْتَلَفَ الَّذِينَ قَرَءُوا ذَلِكَ عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي اخْتَرْنَا قِرَاءَتَهُ فِي تَأْوِيلِهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا صِلَةٌ، وَإِنَّمَا مَعْنَى الْكَلَامِ: أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015