وَقَوْلُهُ: {وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ} [المدثر: 46] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: قَالُوا: وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الْمُجَازَاةِ وَالثَّوَابِ وَالْعَذَابِ، وَلَا نُصَدِّقُ بِثَوَابٍ وَلَا عِقَابٍ وَلَا حِسَابٍ. {حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ} [المدثر: 47] يَقُولُ: قَالُوا: حَتَّى أَتَانَا الْمَوْتُ الْمُوقَنُ بِهِ. {فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} [المدثر: 48] يَقُولُ: فَمَا يَشْفَعُ لَهُمُ الَّذِينَ شَفَّعَهُمُ اللَّهُ فِي أَهْلِ الذُّنُوبِ مِنْ أَهْلِ التَّوْحِيدِ، فَتَنْفَعُهُمْ شَفَاعَتُهُمْ. وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ دَلَالَةٌ وَاضِحَةٌ عَلَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ مُشَفِّعٌ بَعْضَ خَلْقِهِ فِي بَعْضٍ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.