وقوله: نذيرا للبشر يقول تعالى ذكره: إن النار لإحدى الكبر، نذيرا لبني آدم. واختلف أهل التأويل في معنى قوله: نذيرا للبشر وما الموصوف بذلك، فقال بعضهم: عنى بذلك النار، وقالوا: هي صفة للهاء التي في قوله: إنها وقالوا: هي النذير؛ فعلى قول هؤلاء

وَقَوْلُهُ: {نَذِيرًا لِلْبَشَرِ} [المدثر: 36] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: إِنَّ النَّارَ لَإِحْدَى الْكُبَرِ، نَذِيرًا لِبَنِي آدَمَ. وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ: {نَذِيرًا لِلْبَشَرِ} [المدثر: 36] وَمَا الْمَوْصُوفُ بِذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: عَنَى بِذَلِكَ النَّارَ، وَقَالُوا: هِيَ صِفَةٌ لِلْهَاءِ الَّتِي فِي قَوْلِهِ: {إِنَّهَا} [البقرة: 68] وَقَالُوا: هِيَ النَّذِيرُ؛ فَعَلَى قَوْلِ هَؤُلَاءِ النَّذِيرُ نُصِبَ عَلَى الْقَطْعِ مِنْ إِحْدَى الْكُبَرِ، لِأَنَّ إِحْدَى الْكُبَرِ مَعْرِفَةٌ، وَقَوْلُهُ: {نَذِيرًا} [الفرقان: 1] نَكِرَةٌ، وَالْكَلَامُ قَدْ يَحْسُنُ الْوُقُوفُ عَلَيْهِ دُونَهُ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015