القول في تأويل قوله تعالى: كلا والقمر والليل إذ أدبر والصبح إذا أسفر إنها لإحدى الكبر نذيرا للبشر لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر يعني تعالى ذكره بقوله: كلا ليس القول كما يقول من زعم أنه يكفي أصحابه المشركين خزنة جهنم حتى يجهضهم عنها. ثم أقسم ربنا

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {كَلَّا وَالْقَمَرِ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ نَذِيرًا لِلْبَشَرِ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ} [المدثر: 33] يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ بِقَوْلِهِ: {كَلَّا} [النساء: 130] لَيْسَ الْقَوْلُ كَمَا يَقُولُ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يَكْفِي أَصْحَابَهُ الْمُشْرِكِينَ خَزَنَةَ جَهَنَّمَ حَتَّى -[442]- يُجْهِضَهُمْ عَنْهَا. ثُمَّ أَقْسَمَ رَبُّنَا تَعَالَى فَقَالَ: {وَالْقَمَرِ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ} [المدثر: 32] يَقُولُ: وَاللَّيْلِ إِذْ وَلَّى ذَاهِبًا. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015