وقوله: كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء يقول تعالى ذكره: كما أضل الله هؤلاء المنافقين والمشركين القائلين في خبر الله عن عدة خزنة جهنم: أي شيء أراد الله بهذا الخبر من المثل حتى يخوفنا بذكر عدتهم، ويهتدي به المؤمنون، فازدادوا بتصديقهم إلى إيمانهم

وَقَوْلُهُ: {كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [المدثر: 31] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: كَمَا أَضَلَّ اللَّهُ هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُشْرِكِينَ الْقَائِلِينَ فِي خَبَرِ اللَّهِ عَنْ عِدَّةِ خَزَنَةِ جَهَنَّمَ: أَيُّ شَيْءٍ أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا الْخَبَرِ مِنَ الْمَثَلِ حَتَّى يُخَوِّفُنَا بِذِكْرِ عِدَّتِهِمْ، وَيَهْتَدِي بِهِ الْمُؤْمِنُونِ، فَازْدَادُوا بِتَصْدِيقِهِمْ إِلَى إِيمَانِهِمْ إِيمَانًا {كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ} [المدثر: 31] مِنْ خَلْقِهِ فَيَخْذُلُهُ عَنْ إِصَابَةِ الْحَقِّ {وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [يونس: 25] مِنْهُمْ، فَيُوَفِّقُهُ لِإِصَابَةِ الصَّوَابِ. {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ} [المدثر: 31] مِنْ كَثْرَتِهِمْ {إِلَّا هُوَ} [البقرة: 163] يَعْنِي اللَّهَ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015