حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا} [المدثر: 12] إِلَى قَوْلِهِ: {إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ} [المدثر: 24] قَالَ: هَذَا الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: سَأَبْتَارُ لَكُمْ هَذَا الرَّجُلَ اللَّيْلَةَ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَجَدَهُ قَائِمًا يُصَلِّي وَيَقْتَرِئُ، وَأَتَاهُمْ فَقَالُوا: مَهْ؟ قَالَ: سَمِعْتُ قَوْلًا حُلْوًا أَخْضَرَ مُثْمِرًا يَأْخُذُ بِالْقُلُوبِ، فَقَالُوا: هُوَ شِعْرٌ، فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ مَا هُوَ بِالشِّعْرِ، لَيْسَ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِالشِّعْرِ مِنِّي، أَلَيْسَ قَدْ عَرَضَتْ عَلَيَّ الشُّعَرَاءُ شِعْرَهُمْ نَابِغَةُ وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ؟ قَالُوا: فَهُوَ كَاهِنٌ، فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ مَا هُوَ بِكَاهِنٍ، قَدْ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْكِهَانَةُ، قَالُوا: فَهَذَا سِحْرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهُ، قَالَ: لَا أَدْرِي إِنْ كَانَ شَيْئًا فَعَسَى هُوَ إِذًا سِحْرٌ يُؤْثَرُ، فَقَرَأَ: {فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ} [المدثر: 19] قَالَ: قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ حِينَ قَالَ: لَيْسَ بِشِعْرٍ، ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ حِينَ قَالَ: لَيْسَ بِكَهَانَةٍ