الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا} [المزمل: 16] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ} [المزمل: 15] أَيُّهَا النَّاسُ {رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ} [المزمل: 15] بِإِجَابَةِ مَنْ أَجَابَ مِنْكُمْ دَعْوَتِي، وَامْتِنَاعِ مَنِ امْتَنَعَ مِنْكُمْ مِنَ الْإِجَابَةِ، يَوْمَ تَلْقَوْنِي فِي الْقِيَامَةِ. {كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا} [المزمل: 15] يَقُولُ: مِثْلُ إِرْسَالِنَا مِنْ قَبْلَكُمْ إِلَى فِرْعَوْنَ مِصْرَ رَسُولًا بِدُعَائِهِ إِلَى الْحَقِّ، {فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ} [المزمل: 16] الَّذِي أَرْسَلْنَاهُ إِلَيْهِ. {فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا} [المزمل: 16] يَقُولُ: فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا شَدِيدًا، فَأَهْلَكْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا؛ وَهُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ: كَلَأٌ مُسْتَوْبَلٌ، إِذَا كَانَ لَا يُسْتَمْرَأُ، وَكَذَلِكَ الطَّعَامُ. -[387]- وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.