القول في تأويل قوله تعالى: وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم قليلا إن لدينا أنكالا وجحيما وطعاما ذا غصة وعذابا أليما يعني تعالى ذكره بقوله: وذرني والمكذبين فدعني يا محمد والمكذبين بآياتي أولي النعمة يعني أهل التنعم في الدنيا ومهلهم قليلا يقول: وأخرهم

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النِّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا} [المزمل: 12] يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ بِقَوْلِهِ: {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ} [المزمل: 11] فَدَعْنِي يَا مُحَمَّدُ وَالْمُكَذِّبِينَ بِآيَاتِي {أُولِي النِّعْمَةِ} [المزمل: 11] يَعْنِي أَهْلَ التَّنَعُّمِ فِي الدُّنْيَا {وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا} [المزمل: 11] يَقُولُ: وَأَخِّرْهُمْ بِالْعَذَابِ الَّذِي بَسَطْتُهُ لَهُمْ قَلِيلًا حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ. وَذُكِرَ أَنَّ الَّذِيَ كَانَ بَيْنَ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ وَبَيْنَ بَدْرٍ يَسِيرٌ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015