وقوله: وأنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض يقول: وأنا علمنا أن لن نعجز الله في الأرض إن أراد بنا سوءا ولن نعجزه هربا إن طلبنا فنفوته. وإنما وصفوا الله بالقدرة عليهم حيث كانوا. وأنا لما سمعنا الهدى آمنا به يقول: قالوا: وأنا لما سمعنا القرآن الذي يهدي

وَقَوْلُهُ: {وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ} [الجن: 12] يَقُولُ: وَأَنَّا عَلِمْنَا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ إِنْ أَرَادَ بِنَا سُوءًا {وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا} [الجن: 12] إِنْ طَلَبَنَا فَنَفُوتَهُ. وَإِنَّمَا وَصَفُوا اللَّهَ بِالْقُدْرَةِ عَلَيْهِمْ حَيْثُ كَانُوا. {وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ} [الجن: 13] يَقُولُ: قَالُوا: وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْقُرْآنَ الَّذِي يَهْدِي إِلَى الطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ آمَنَّا بِهِ، يَقُولُ: صَدَّقْنَا بِهِ، وَأَقْرَرْنا أَنَّهُ حَقٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ {فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا} [الجن: 13] يَقُولُ: فَمَنْ يُصَدِّقْ بِرَبِّهِ {فَلَا يَخَافُ بَخْسًا} [الجن: 13] : يَقُولُ: لَا يَخَافُ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَلَا يُجَازَى عَلَيْهَا؛ وَلَا رَهَقًا: وَلَا إِثْمًا يُحْمَلُ عَلَيْهِ مِنْ سَيِّئَاتِ غَيْرِهِ، أَوْ سَيِّئَةٍ يَعْمَلُهَا. -[332]- وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015