وقوله: وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ويعني بالديار من يدور في الأرض، فيذهب ويجيء فيها وهو فيعال من الدوران ديوارا، اجتمعت الياء والواو، فسبقت الياء الواو وهي ساكنة، وأدغمت الواو فيها، وصيرتا ياء مشددة، كما قيل: الحي القيام من قمت

وَقَوْلُهُ: {وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا} [نوح: 26] وَيَعْنِي بِالدَّيَّارِ مَنْ يَدُورُ فِي الْأَرْضِ، فَيَذْهَبُ وَيَجِيءُ فِيهَا وَهُوَ فَيْعَالٌ مِنَ الدَّوَرَانِ دَيْوَارًا، اجْتَمَعَتِ الْيَاءُ وَالْوَاوُ، فَسَبَقَتِ الْيَاءُ الْوَاوَ وَهِيَ سَاكِنَةٌ، وَأُدْغِمَتِ الْوَاوُ فِيهَا، وَصُيِّرَتَا يَاءً مُشَدَّدَةً، كَمَا قِيلَ: الْحَيُّ الْقِيَامُ مِنْ قُمْتٍ، وَإِنَّمَا هُوَ قَيْوَامٌ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ: مَا بِهَا دَيَّارٌ وَلَا عَرِيبٌ، وَلَا دَوِيٌّ وَلَا صَافِرٌ، وَلَا نَافِخُ ضَرْمَةٍ، يَعْنِي بِذَلِكَ كُلِّهِ: مَا بِهَا أَحَدٌ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015