القول في تأويل قوله تعالى: مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا يعني تعالى ذكره بقوله: مما خطيئاتهم من خطيئاتهم أغرقوا والعرب تجعل ما صلة فيما نوى به مذهب الجزاء، كما يقال:

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا} [نوح: 26] يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ بِقَوْلِهِ: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ} [نوح: 25] مِنْ خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا وَالْعَرَبُ تَجْعَلُ مَا صِلَةً فِيمَا نَوَى بِهِ مَذْهَبَ الْجَزَاءِ، كَمَا يُقَالَ: أَيْنَمَا تَكُنْ أَكُنْ، وَحَيْثُمَا تَجْلِسْ أَجْلِسِ، وَمَعْنَى الْكَلَامِ: مِنْ خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015