وَقَوْلُهُ: {نَزَّاعَةً لِلشَّوَى} [المعارج: 16] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ مُخْبِرًا عَنْ لَظَى إِنَّهَا تَنْزِعُ جِلْدَةَ الرَّأْسِ وَأَطْرَافَ الْبَدَنِ؛ وَالشَّوَى: جَمْعُ شَوَاةٍ، وَهِيَ مِنْ جَوَارِحِ الْإِنْسَانِ مَا لَمْ يَكُنْ مَقْتَلًا، يُقَالُ: رَمَى فَأَشْوَى: إِذَا لَمْ يُصِبْ مَقْتَلًا، فَرُبَّمَا وَصَفَ الْوَاصِفُ بِذَلِكَ جِلْدَةَ الرَّأْسِ كَمَا قَالَ الْأَعْشَى:
[البحر الكامل]
قَالَتْ قُتَيْلَةُ مَا لَهُ ... قَدْ جُلِّلَتْ شَيْبًا شَوَاتُهْ
وَرُبَّمَا وُصِفَ بِذَلِكَ السَّاقُ كَقَوْلِهِمْ فِي صِفَةِ الْفَرَسِ:
عَبْلُ الشَّوَى نَهْدُ الْجُزَارَهْ
يَعْنِي بِذَلِكَ: قَوَائِمَهُ، وَأَصْلُ ذَلِكَ كُلِّهِ مَا وَصَفْتُ. -[262]- وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.