وَقَوْلُهُ: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ} [الحاقة: 41] يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: مَا هَذَا الْقُرْآنُ بِقَوْلِ شَاعِرٍ لِأَنَّ مُحَمَّدًا لَا يُحْسِنُ قَوْلَ الشِّعْرِ، فَتَقُولُوا هُوَ شِعْرٌ. {قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ} [الحاقة: 41] يَقُولُ: تُصَدِّقُونَ قَلِيلًا بِهِ أَنْتُمْ، وَذَلِكَ خِطَابٌ مِنَ اللَّهِ لِمُشْرِكِي قُرَيْشٍ. {وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} [الحاقة: 42] يَقُولُ: وَلَا هُوَ بِقَوْلِ كَاهِنٍ، لِأَنَّ مُحَمَّدًا لَيْسَ بِكَاهِنٍ، فَتَقُولُوا: هُوَ مِنْ سَجْعِ الْكُهَّانِ. {قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} [الأعراف: 3] يَقُولُ: تَتَّعِظُونَ بِهِ أَنْتُمْ، قَلِيلًا مَا تَعْتَبِرُونَ بِهِ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.