حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، {فَاسْلُكُوهُ} [الحاقة: 32] قَالَ: السَّلْكُ: أَنْ تَدْخُلَ السِّلْسِلَةُ فِي فِيهِ، وَتَخْرُجَ مِنْ دُبُرِهِ وَقِيلَ: {ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ} [الحاقة: 32] وَإِنَّمَا تُسْلَكُ السِّلْسِلَةُ فِي فِيهِ، كَمَا قَالَتِ الْعَرَبُ: أَدْخَلْتُ رَأْسِي فِي الْقَلَنْسُوَةِ، وَإِنَّمَا تَدْخُلُ الْقَلَنْسُوَةُ فِي الرَّأْسِ، وَكَمَا قَالَ الْأَعْشَى:
[البحر المتقارب]
إِذَا مَا السَّرَابُ ارْتَدَى بِالْأَكَمْ
وَإِنَّمَا يَرْتَدِي الْأَكَمُ بِالسَّرَابِ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ، وَإِنَّمَا قِيلَ ذَلِكَ كَذَلِكَ لِمَعْرِفَةِ السَّامِعِينَ مَعْنَاهُ، وَإِنَّهُ لَا يُشْكِلُ عَلَى سَامِعِهِ مَا أَرَادَ قَائِلُهُ