الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ وَأَمَّا عَادٌ -[208]- فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ} [الحاقة: 6] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: {فَأَمَّا ثَمُودُ} [الحاقة: 5] قَوْمُ صَالِحٍ، فَأَهْلَكَهُمُ اللَّهُ بِالطَّاغِيَةِ. وَاخْتَلَفَ فِي مَعْنَى الطَّاغِيَةِ الَّتِي أَهْلَكَ اللَّهُ بِهَا ثَمُودَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ طُغْيَانُهُمْ وَكُفْرُهُمْ بِاللَّهِ.