القول في تأويل قوله تعالى: فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصريم يقول تعالى ذكره: فطرق جنة هؤلاء القوم ليلا طارق من أمر الله وهم نائمون، ولا يكون الطائف في كلام العرب إلا ليلا ولا يكون نهارا، وقد يقولون: أطفت بها نهارا. وذكر الفراء أن

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكِ وَهُمْ نَائِمُونَ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ} [القلم: 20] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرٌهُ: فَطَرَقَ جَنَّةَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَيْلًا طَارِقٌ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ وَهُمْ نَائِمُونَ، وَلَا يَكُونُ الطَّائِفُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ إِلَّا لَيْلًا وَلَا يَكُونُ نَهَارًا، وَقَدْ يَقُولُونَ: أَطَفْتُ بِهَا نَهَارًا. وَذَكَرَ الْفَرَّاءُ أَنَّ أَبَا الْجَرَّاحِ أَنْشَدَهُ:

[البحر الوافر]

أَطَفْتُ بِهَا نَهَارًا غَيْرَ لَيْلٍ ... وَأَلْهَى رَبَّهَا طَلَبُ الرِّخَالِ

وَالرِّخَالُ: هِيَ أَوْلَادُ الضَّأْنِ الْإِنَاثُ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي مَعْنَى ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015