القول في تأويل قوله تعالى: تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور يعني بقوله تعالى ذكره: تبارك تعاظم وتعالى الذي بيده الملك بيده ملك الدنيا والآخرة وسلطانهما نافذ فيهما أمره وقضاؤه.

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} [الملك: 2] يَعْنِي بِقَوْلُهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: {تَبَارَكَ} [الأعراف: 54] تَعَاظَمَ وَتَعَالَى {الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} [الملك: 1] بِيَدِهِ مُلْكُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَسُلْطَانُهُمَا نَافِذٌ فِيهِمَا أَمْرُهُ وَقَضَاؤُهُ. {وَهُوَ عَلَى كِلِّ شَيْءٍ قَدِيرٍ} [المائدة: 120] يَقُولُ: وَهُوَ عَلَى مَا يَشَاءُ فِعْلُهُ ذُو قُدْرَةٍ لَا يَمْنَعُهُ مِنْ فِعْلِهِ مَانِعٌ، وَلَا يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ عَجْزٌ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015