القول في تأويل قوله تعالى: هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير يقول تعالى ذكره: الله الذي خلقكم أيها الناس، وهو من ذكر اسم الله فمنكم كافر ومنكم مؤمن يقول: فمنكم كافر بخالقه وأنه خلقه؛ ومنكم مؤمن يقول: ومنكم مصدق به موقن أنه

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [التغابن: 2] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ، وَهُوَ مِنْ ذِكْرِ اسْمِ اللَّهِ {فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ} [التغابن: 2] يَقُولُ: فَمِنْكُمْ كَافِرٌ بِخَالِقِهِ وَأَنَّهُ خَلَقَهُ؛ {وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ} [التغابن: 2] يَقُولُ: وَمِنْكُمْ مُصَدِّقٌ بِهِ مُوقِنٌ أَنَّهُ خَالِقُهُ أَوْ بَارِئُهُ. {وَاللَّهُ بِمَا -[6]- تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [البقرة: 265] يَقُولُ: وَاللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ بَصِيرٌ بِأَعْمَالِكُمْ عَالِمٌ بِهَا، لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْهَا شَيْءٌ، وَهُوَ مُجَازِيكُمْ بِهَا، فَاتَّقُوهُ أَنْ تُخَالِفُوهُ فِي أَمْرِهِ أَوْ نَهْيِهِ، فَيَسْطُوَ بِكُمْ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015